الجمعة 19 سبتمبر 2025 - 19:43
خطيب جمعة طهران: لن ننخدع بألاعيب آلية 'اسناب باك'

وكالة الحوزة - أكّد حجة الإسلام محمد جواد حاج علي أكبري رفض إيران التام لأي تهديدات باستخدام آلية "سناب باك"، مشيرًا إلى أن هذه المحاولات ليست سوى حيلة نفسية لن تنطلي على الشعب الإيراني.

وكالة أنباء الحوزة - قال حجة الإسلام "محمد جواد حاج علي أكبري"، في تعليقه على تهديد الترويكا الأوروبية بتفعيل آلية "سناب باك" وإعادة إجراءات الحظر على إيران: يجب أن ندرك أنه بعد تجاوز ضغوط القصوى، فإن هذه القضايا تحمل في الغالب طابعًا نفسيًا وتشكل حيلة لخداع الرأي العام، ونحن لن ننخدع بهذه الألاعيب إطلاقًا.

وأضاف من على منبر الجمعة في مصلى جامعة طهران اليوم: إن الساحة الدبلوماسية تشهد حراكًا إيجابيًا واسعًا، معربًا عن شكره لجميع مسؤولي البلاد، ولا سيما رئيس الجمهورية ووزير الخارجية والمجلس الأعلى للأمن القومي وأمينه. وقال: بفضل التآزر والتضامن الوطني تشكلت جبهة موحدة ومتماسكة تتمتع بقوة كبيرة، ونأمل أن يستمر هذا النهج بأقصى درجات الدقة والحذر، خاصة في المفاوضات والحوارات.

وأشار إلى ما يسمى بآلية "سناب باك" وقضايا مماثلة أخرى، وقال: "بالرغم من قيام جهازنا الدبلوماسي بواجبه على أكمل وجه، يجب أن نعي أن هذه القضايا، وبعد تجاوز إجراءات الحظر القصوى، لم تعد سوى أدوات لحرب نفسية وخدع تستهدف تضليل الرأي العام؛ لذلك لن ننخدع بمثل هذه الألاعيب أبدًا".

وأوضح حجة الإسلام حاج علي أكبري أنَّ المرحلة الراهنة التي ليست "حربًا ولا سلامًا" - كما صرَّح سماحة قائد الثورة الإسلامية - هي مرحلة يجب أن نتغلب عليها بل هي فُرصة للعمل والإبداع بالاعتماد على القدرات الداخلية. وأكد أنّ أهم درس استخلصته إيران من فترة الدفاع المقدس الأول (الحرب العراقية الإيرانية 1980-1988) والثاني (الحرب العدوانية التي شنها الكيان الصهيوني لمدة اثني عشر يومًا)، هو الثقة بالنفس والاعتماد على الذات والقدرات الوطنية.

وأضاف: "هذا المسار استمر حتى اليوم بفضل الاعتماد على الشباب والكفاءات الوطنية، وبالروح نفسها يمكننا أن نواصل الطريق بعزم أقوى من ذي قبل".

كما شدد خطيب جمعة طهران على ضرورة الأنشطة الدولية الداعمة للشعب الفلسطيني المظلوم في غزة، مشيرًا إلى أن قوافل عديدة من أكثر من 54 جنسية تتجه اليوم تحت عنوان "أسطول الصمود" نحو القطاع، رجالا ونساء، شبابًا وشيوخًا، بارزين ومجهولين، يسعون بشجاعة وإيثار لكسر الحصار عن الشعب الفلسطيني هناك.

واعتبر حاج علي أكبري أن هذه الحركة تعبر عن يقظة عالمية وتضامن إنساني يظهر في الجامعات والمدن بمختلف أنحاء العالم، حتى في الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا، من خلال أنشطة ثقافية وحملات جماهيرية.

وتابع خطيب جمعة طهران بالقول: إن الجمهورية الإسلامية تثمن هذه الجهود ومقاومة الشعوب المظلومة، ولا سيما شعب غزة واليمن، مضيفاً: نحن نحيي شعب غزة، ونوجه تحية إجلال إلى الشعب اليمني البطل الذي يقف بشجاعة وإيثار في مواجهة العدو الصهيوني، وندعو الباري عز وجل لنصرتهم ونؤكد دعمنا المستمر لهم.

وعلى صعيد آخر، تطرق خطيب جمعة طهران إلى موضوع الحجاب، الذي اعتبره رمزًا للحياة العفيفة ومنبثقًا من عمق تاريخ إيران، ويعد جزءًا لا يتجزأ من ثقافة الشعب الإيراني وطبيعته. وقال: إن الأعداء، بخطط مدروسة وشاملة، قرروا الوقوف بوجه أمة يقظة تصدت للجاهلية الحديثة، ومارست ثقافة الحياة العفيفة وقدمتها للعالم. وأوضح أن الغاية الأساسية من كل هذه الهجمات والغزو الثقافي و"الناتو الثقافي" للعدو كانت دومًا انهيار نمط الحياة العفيفة في المجتمع الإيراني.

وحث الشيخ علي أكبري وسائل الإعلام المحلية والفنانين والناشطين الثقافيين في البلاد على تعزيز حضورهم في الساحات ومواجهة هذا التحدي الخطير الذي يشكل تهديدًا وجوديًا.

وأكد أن هذا التهديد يجب أن يتحول إلى فرصة عبر التخطيط السليم والجهد المستمر، وقال: يجب على الشعب الإيراني العزيز ومسؤولي البلاد أن يقفوا صفًا واحدًا في مواجهة هذه الهجمات الفكرية والثقافية والأخلاقية والإعلامية، مشيرًا إلى أن إصلاح المجتمع ممكن من خلال تخطيط دقيق، وفكر سليم، وإرادة راسخة.

المصدر: العالم

سمات

تعليقك

You are replying to: .
captcha